وشعبنا اليمني يحتفل بالذكرى الـ60 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، يطيب لنا في الائتلاف الوطني الجنوبي أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للقيادة السياسية وشعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج وقواته المسلحة والأمن ومقاومته الباسلة، بهذه المناسبة العظيمة، التي مثلت ميلاد حقيقي لليمن، وخلاص من حكم الإمامة الكهنوتي البائد.
وتكتسب هذه المناسبة العظيمة أهمية كبرى وشعبنا يواجه مليشيا الحوثي بفكرها المتخلف الذي يمثل امتداداً لتلك الحقبة السوداء، حيث نهض أبطال هذا الوطن من كل محافظاته لمواجهة هذا الارتداد عن قيم ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر التي ضحى في سبيلها خيرة رجال اليمن من جنوبه وشماله، ولا شك أن ما سطره ولا يزال أبطال الجيش والأمن والمقاومة ورجال القبائل اليوم يجسد الوفاء لقيم الثورة ومبادئها ورموزها ومناضليها، وللقيم الوطنية والإنسانية.
إن الثورة اليمنية المجيدة تلهمنا سمو المقاصد وعظمة التضحيات وقوة الإرادة وصلابة العزم والتلاحم الوطني وتمتين الصف لمواجهة الاستبداد في صيغته الجديدة وممارساته التي تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً وهوية، وتشكل تهديداً للمنطقة، وهذا يحتم علينا جميعاً أن نتسامى وأن نعلي من مصلحة الوطن على مصالحنا الفئوية، مدركين أن المسئولية أمام الله والشعب تفرض علينا أن نمضي معاً لاستعادة الدولة ومؤسساتها والوفاء لتضحيات الشهداء والجرحى والمختطفين والأسرى.
وفي هذا الصدد نؤكد على أهمية أن يضطلع مجلس القيادة الرئاسي بمسئولياته الوطنية في توحيد القوى الوطنية والسير نحو الهدف الأسمى وهو تحرير البلاد، والعمل لكل ما من شأنه وحدة الصف ونبذ الخلافات واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، مؤكدين أن مبدأ التوافق أساس متين لكل ذلك وهو ما نص عليه الإعلان الرئاسي لنقل السلطة في 7 أبريل الماضي.
لقد آن الأوان لإنهاء ما يقرب من عقد من معاناة الشعب جراء الانقلاب الأرعن والحرب العدوانية، وهذا يتطلب المزيد من التلاحم والتوحد ونكران الذات، وإن المرحلة تتطلب المزيد من اليقظة، كما أن تحقيق السلام الشامل والمستدام يعني انهاء الانقلاب وتداعياته الكارثية والحفاظ على الجمهورية والوحدة الوطنية في إطار اليمن الاتحادي ووفق مخرجات الحوار الوطني، حتى نحقق لأجيالنا مستقبلاً يليق بكفاح وتضحيات أبطال 26سبتمبر و14 أكتوبر وكل الملاحم التي مثلت امتداداً لهاتين الثورتين الملهمتين.
وإن شعبنا العظيم ليتطلع إلى غدٍ أفضل يستعيد فيه أمنه واستقراره وصون حريته وكرامته وهويته في ظل دولة النظام والقانون والديمقراطية والتعددية، وهذه المعاني العظيمة كانت أهم مكتسبات الثورة اليمنية، وخلاصة نضال الأحرار، وأهم المكتسبات التي أمعن الانقلاب الإمامي في تدميرها، ولا سبيل إلا الانتصار لهذه القيم التي تمثل روح الثورة.
نجدد تهانينا وتبريكاتنا لشعبنا اليمني، ونوجه التحية لأسر الشهداء ولكل الجرحى والأسرى والمختطفين، سائلين الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة على وطننا وشعبنا بالخير والنصر والسلام.
وكل عام وانتم بالف خير
صادر عن الائتلاف الوطني الجنوبي
25/ 9/ 2022م