أقام الائتلاف الوطني الجنوبي مساء اليوم السبت بالعاصمة المؤقتة عدن حلقة نقاشية بعنوان التصالح والتسامح وتنمية ثقافة القبول بالآخر بحضور عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والأكاديمية من جامعتي عدن وأبين،وعدد من الناشطين من مختلف محافظات الجنوب.
في البداية رحب رئيس الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني الجنوبي الأستاذ/ سعيد النخعي،بالحاضرين،شاكرا لهم حضورهم وتفاعلهم مع هذه الفعالية الثقافية،التي تأتي ضمن النشاطات الثقافية التي يقوم بها الائتلاف الوطني لتعزيز ثقافة التصالح والتسامح والقبول بالآخر .
بعد ذلك ألقى الباحث السياسي عبدالله ناجي علي ورقة بحثية عن أهمية التصالح والتسامح وعوامل تعزيز ثقافة الحوار والقبول بالآخر، مستعرضاً مسيرة التصالح والتسامح منذ إعلانه في العام ٢٠٠٦، لتجاوز صراعات الماضي وانطلاق مرحلة جديدة من التفاهم والتعاون والتصالح بين القوى السياسية والاجتماعية، وركز في حديثه على ضرورة تصحيح الأخطاء،ودعا إلى أن تكون هذه الفعالية مقدمة لمرحلة جديدة من الحوار مع كافة القوى السياسية على الساحة الجنوبي .
من جانبه أكد الأستاذ / سعيد النخعي رئيس الدائرة الإعلامية للائتلاف الوطني الجنوبي إن الائتلاف خطوة في إتجاه القبول بالآخر،لتعزيز ثقافة التعايش،والقبول بالآخر ،ونبذ العنف،للخروج من نفق الصراع من أجل جنوب يتسع لكل أبنائه، فالحنوب منذ العام ١٩٦٧م لم يعرف إلا ثقافة الصوت الواحد، والرأي الواحد، وفق شعار لا أريكم إلا ما أرى،وهذه الثقافة كان لها أنعكاستها الخطيرة،على الواقع السياسي،والاجتماعي،وكانت سببا لكل الصراع والكوارث السياسية التي شهدها الجنوب في المرحلة الماضية.
وأشار في كلمته إلى أن الصراعات تولد مزيدا من الصراعات والمآسي تولد مزيدا من المآسي، وقال إن فعالية اليوم تعزز ثقافة الحوار،ونقلها من الغرف المغلقة ،إلى الواقع العملي الملموس؛ ليرى الناس آثارها.
ثم ألقى الشيخ / علي المحثوثي رئيس مركز وعي للدراسات، ورقة بحثية تناولت المسار التاريخي للصراعات السياسية، مشيرا إلى أن رجال الدين كانوا ولا يزالون في مقدمة من استهدفتهم التصفيات السياسية منذ خروج بريطانيا في العام ١٩٦٧م محذرا من الشحن المناطقي ،وإثارة الأحقاد والنعرات المناطقية، في أوساط المجتمع.
ثم قدم الدكتور / سالم الهامل أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة عدن الورقة البحثية الثالثة حول مفهوم التصالح والتسامح، مؤكدا أن تشكيل الائتلاف الوطني الجنوبي يعتبر لبنة أساسية من لبنات العمل السياسي،التي ستساهم في نشر الوعي الديمقراطي،وتعزز ثقافة التعايش والقبول بالآخر.
ودعا إلى تطبيق ميزة التسامح باعتباره قيمة ومنهج أخلاقي يحثنا عليه الدين الحنيف، وضرورة سياسية،واجتماعية من أجل مجتمع آمن مستقر خال من العنف والإقصاء والتهميش .
وقال الدكتور الهامل إن الإسلام يدعونا لإدارة المجتمع بلغة التصالح والتسامح؛ مشيرا إلى أن القرارات التي لا تتحلى بهذه الثقافة تكون قراراتها غير صائبة، ونتائجها كارثية،مشيرا إلى أن ثقافة الإقصاء استمرت فترة زمنية طويلة تحكم حياتنا من خلال احتكار السلطة والثروة وإقصاء الآخر، وقد ورثنا أنظمة سياسية قمعية خلقت الفقر والجهل والصراعات.
وأوضح الدكتور سالم أن التلاقي بين المكونات والقوى السياسية يأتي تعزيزا لمبدأ التصالح والتسامح والحوار والقبول بالآخر، وبعدها فتح باب النقاش والمداخلات من قبل المشاركين في الفعالية ،وأثرى الحاضرون الموضوع من مختلف جوانبه .
هذا وقد شهدت الندوة حضوراً متميزاً،من مختلف الطيف السياسي،والاجتماعي،والمؤوسسات الإكاديمية،والمراكز البحثية،وفي مقدمتها الحضور المتميز لجامعتي عدن وأبين ،على مستوى هرمها القيادي، إذ كان من بين المشاركين من جامعة أبين الدكتور/ نبيل محمد صالح مهيم نائب رئيس جامعة أبين لشؤون البحث العلمي،و الدكتور / محمد عبدربه حسن نائب رئيس جامعة أبين للشؤون التعليمية،و د. محمد علي البدري نائب عميد كلية اللغات جامعة عدن، وعدد من أساتذة الجامعتين، بالإضافة إلى العديد من رجال الفكر،والمهتمين بالشأن السياسي والثقافي،و منظمات المجتمع المدني،والمؤوسسات والإعلامية.