ونحن نستقبل عيد الفطر المبارك يطيب لنا في الائتلاف الوطني الجنوبي أن نتقدم إلى أبناء شعبنا في الداخل والخارج وقيادته السياسية وكل مكوناته وأمتنا العربية والإسلامية بأطيب التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية العظيمة والفرحة الكبرى التي جاءت عقب شهر رمضان المبارك، موسم الطاعات والقربات والعطاء والإحسان، الذي جعله الله موسماً للتزود من الخير واغتنام الأجور المضاعف.
وكما كان رمضان ملهماً للألفة والتعاون وتلمس حاجات الناس، فإن للعيد معانٍ عظيمة وقيم سامية تجعلنا أكثر مسئولية أمام الله وأمام أنفسنا ومجتمعنا وشعبنا ووطنا، في أن نعزز وحدتنا أمام كل الأخطار والتحديات الماثلة، والتي من مقتضياتها الشراكة الوطنية دون إقصاء أو تهميش، وهذا يستدعي التسامي على الذات وتقديم مصلحة الوطن العليا واستشعار التحديات، وجعل الوطن ومكتسباته وقيم الثورة والجمهورية هي عناوين تحدد طبيعة نضالنا.
وأمام ما يعانيه شعبنا من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، فإن المسئولية كبيرة على الجميع، ونعول على الحكومة القيام بدورها في إصلاح اختلالات المرحلة السابقة وتجفيف منابع الفساد والعمل من أجل وقف تدهور العملة الوطنية، وتقديم الخدمات وانتظام صرف الرواتب وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة وتحريك الحياة السياسية كعلامة تعافي، وإنعاش آمال أبناء شعبنا في غدٍ أفضل.
ونقتنص الفرصة لندعو كل الميسورين الى تلمس احوال الناس وتقديم يد العون والمساعدة وتضميد الجراح، واشاعة روح المحبة والتسامح والسلام، لنقوي وشائج القربى ونمتن النسيج المجتمعي الذي مزقته الحرب والمآسي التي نالت من شعبنا، وفي هذا الصدد نحث أعضاء وانصار الائتلاف للقيام بدورهم في التواصل وتقوية الأواصر وتوحيد الصف من أجل الوصول إلى الدولة الاتحادية التي أساسها العدل والمساواة والشراكة، والديمقراطية والحرية والعيش الكريم.
وفي هذه المناسبة العظيمة والشعيرة الإسلامية نوجه التحية لكل شرفاء الوطن الذائدين عن الكرامة والهوية والحرية، ولكل أسر الشهداء الذين ارتقوا على درب النضال ونحيي كل الجرحى والأسرى والمخطوفين، وكل المرابطين والمنافحين وكل من يقدمون التضحيات من أجل الوطن الكبير.
نجدد التهاني والتبريكات بالعيد السعيد سائلين الله تعالى أن يعيده على وطننا وشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بالخير والبركات والسلام، وعيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.
صادر عن الائتلاف الوطني الجنوبي
الثلاثاء 30 رمضان 1445
9/ 4/ 2024