وشعبنا اليمني يحتفل بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة، يطيب لنا في الائتلاف الوطني الجنوبي أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى الشعب اليمني وقيادته السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي وجيشه الوطني ومقاومته الباسلة وكل القوى الوطنية بهذه المناسبة العظيمة، التي كانت تحولاً تاريخياً.
لقد مثلت ثورة 26 سبتمبر عام 1962 فجراً جديداً لليمن، ففي حين كانت مشاعل الثورة تضيء أرجاء شمال الوطن احتفالاً بطي حقبة مظلمة من الحكم الإمامي الكهنوتي العنصري، كانت نيران الثورة تعتمل في جنوب الوطن ليكتمل المشهد بعد عام بانطلاق ثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة مكملة أروع صورة من صور النضال الوطني الخالد.
وإذ نحتفل بهذه الأعياد المتجذرة في وعي ووجدان أبناء الشعب اليمني، فإنما نستذكر كفاح ونضال الآباء والأجداد الذين حققوا الحلم في الخلاص من الإمامي السلالي والمستعمر البغيض، ونستلهم منهم معاني الوطنية والإباء، ونخلد قصص وبطولات كوكبة من رموز اليمن ومناضليه وقد ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن تنزاح الغمة من على كاهل الشعب اليمني الذي تلظى بنيران حقبة قاتمة من سطوة الإمامة والاستعمار.
ونحن نعيش اليوم ذكرى الثورة اليمنية فإننا نحييها وكأننا نعيش لحظة انطلاقتها الأولى، ذلك أن رجالاً أشاوس من الجيش والمقاومة يعاودون الكرة لوأد مخلفات الإمامة البغيضة التي طفحت من جديد وأطلت بقرونها في صورة لا تختلف كثيراً عن نسختها البائدة، وشعباً صامداً يقاوم إنقلاب وإرهاب مليشيا الحوثي بكل السبل، منافحاً عن اليمن وكرامته وشعبه وهويته الوطنية الصافية، من أن تتلطخ بالأفكار الموبوءة القادمة من مخلفات التاريخ.
إن جبهات استعادة الدولة وترسيخ الجمهورية اليوم هي تجسيد حي للثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر وأهدافها السامية التي ضحى الشعب من أجلها بقوافل من الشهداء، وهو اليوم يقدم أكبر التضحيات وأغلاها من أجل وأد الأفعى الحوثية والمشروع الإيراني الذي يحركها.
وبهذه المناسبة الخالدة نحيي بإجلال وإكبار تضحيات أبطال اليمن وأحراره الذين يسطرون أروع الملاحم البطولية وفاء لسبتمبر وأكتوبر، ونحيي أبطال الجيش والمقاومة وكل الشرفاء في أنحاء اليمن، الذين يقفون بصلابه لدحر المليشيا الاجرامية وهمجيتها.
وندعو القيادة السياسية والحكومة لجعل دعم الجيش والمقاومة أول الأولويات وتقديم كل ما يسند معركتنا الوطنية والتاريخية، كما نجدد الدعوة لكل القوى الوطنية لمغادرة مربع الخلافات، والتعالي على الصغائر، فالواجب الوطني والإنساني يفرض علينا جميعاً التلاحم لدحر العدو المتربص بالجميع، واستعادة الشرعية وصولا لمشروع اليمن الاتحادي الذي يستظل بظلاله كل أبناء الشعب وقواه السياسية والاجتماعية.
وهي فرصة لنثمن دعم ومساندة الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لليمن وشرعيته من أجل استعادة الدولة وابعاد خطر المشروع الإيراني المعادي، وندعو لتنسيق الجهود لدعم معركة اليمنيين ليستعيدوا وطنهم.
تهانينا للجميع بهذه الذكرى العظيمة، وهي لكل الأبطال في الميادين ولأسر الشهداء والجرحى والأسرى والمختطفين، سائلين الله أن يعيدها وقد تحرر الوطن.
الرحمة للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى
النصر لليمن والخزي للمليشيا الحوثية
الائتلاف الوطني الجنوبي
25/ 9/ 2021م