وشعبنا يحتفل بالعيد الوطني الـ57 للاستقلال المجيد في 30 من نوفمبر 1967م يطيب لنا في الائتلاف الوطني الجنوبي، أن نتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى كافة ابناء الشعب في الداخل والخارج، وإلى القيادة السياسية، والقوات المسلحة والأمن وكل القوى الوطنية بهذه المناسبة الخالدة، التي شكلت مرحلة فارقة في تاريخ الجنوب واليمن ككل.
إن الـ30 من نوفمبر المجيد هو تتويج تاريخي لنضالات أبناء جنوب اليمن، وحصيلة كفاحهم المتواصل لعقود، واكتمال لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي أتت ثمارها في هذا اليوم الأغر، فتحقق هدفها الأكبر بالانتصار والاستقلال الناجز، برحيل آخر مستعمر بريطاني من جنوب اليمن.
وفي حين انجز شعبنا في جنوب اليمن الاستقلال، فإن هذا لم يقعده عن السير نحو تحقيق أهداف الثورة، وهو الشعب الفتي الجبار الذي خلد نضالاته الثورية وكفاحه المسلح حتى تحقق الاستقلال، فقد اتجه بعدها بنضال أشمل وأوسع في مسار وطني واضح، مواجهاً مخلفات الاستبداد والاستعمار الذي دام ردحاً من الزمن، فكانت لشعبنا في الجنوب والشمال محطات نضالية خالدة، تتوجت بتحقيق أحد أسمى أهداف ثورته المباركة، بتوحيد اليمن أرضاً وإنساناً، والاتجاه نحو مستقبل تسوده الحرية والكرامة والعدل والمساواة والديمقراطية.
وكما كان الاستقلال المجيد في 30 نوفمبر 1967 هو تحقيق لإرادة الشعب وفي مقدمتهم طلائعه وثواره وأحراره، ووفاءً لتضحيات الأبطال، فإنه اليوم يواصل نضاله على ذات الدرب، باذلاً الغالي والنفيس، لاستعادة الدولة، مستلهماً مبادئها وتضحيات الآباء والأجداد الذين أشعلوا جذوتها من جبال ردفان وصنعاء، حتى تنتصر إرادة الشعب.
إننا في هذه المناسبة ندعو كل القوى الوطنية والاجتماعية، لبعث روح الاستقلال الوطني ومبادئ الثورة اليمنية في وجدان الشعب، وجعلها ماثلة في نضالنا اليوم، الأمر الذي يفرض علينا توحيد الصفوف والتحامها، وجمع الكلمة والموقف، والضغط على الحكومة لمعالجة الوضع الاقتصادي والمعيشي والعمل بفاعلية لاستعادة العملة الوطنية لقيمتها، ومعالجة الاختلالات ومحاربة الفساد وتجفيف منابعه بما يرفع المعاناة عن كاهل الشعب.
وفي هذه المناسبة العظيمة نقف بإجلال واحترام لتضحيات الأبطال الذي رووا بدمائهم الزكية نبتة الكرامة والحرية، ونحيي كل نضالات شعبنا وقواه السياسية التي تسعى من أجل مصلحة الوطن العليا، بدحر الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها والشروع في بناء اليمن الاتحادي، الذي يستظل الشعب كل الشعب تحت لواءه ويحقق لهم العدل والمواطنة المتساوية والحرية والحياة الكريمة.
ونجدد موقف الائتلاف الوطني الجنوبي الثابت الداعم للسلام الشامل والمستدام المرتكز على المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية المعتمدة، بما يحقق للشعب كرامته ويعيد له حقوقه المعمدة بأرواح ودماء قوافل الشهداء منذ ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وحتى اليوم.
استقلال مجيد وكل عام وشعبنا ووطنا بخير ورفعة
صادر عن الائتلاف الوطني الجنوبي
الجمعة 29/ 11/ 2024